شمال7/اسماء زروق
شهدت طنجة في السنوات الأخيرة توالي الحوادث المرورية على مستوى أنفاق المدينة، منها ما خلف قتلى أو جرحى والبعض الآخر تسبب في خسائر مادية تكبدها السائقون و المرافق العمومية، لكن يبقى السؤال الأبرز هنا ماهي الأسباب المؤدية إلى تزايد حالات حوادث السير داخل أنفاق المدينة ؟
استبشرت ساكنة طنجة خيرا بإنشاء عدة أنفاق همت العديد من تقاطعات كبريات الطرق بالمدينة، وذلك للتخفيف من وطأة الإزدحامات المرورية خلال وقت الذروة، الأمر الذي عانت منه ساكنة المدينة لسنوات طوال، لكنها لم تكن تعتقد أبدا أنه وبعد تشييد تلك الأنفاق ستغدوا الخطر المؤرق لجل الساكنة الطانجاوية.
بالرجوع إلى أسباب حوادث السير عامة نجد أن نسبة كبيرة من الحوادث الطرقية سببها الأخطاء البشرية، فمعظم السائقين يواصلون ارتكاب نفس الأخطاء على الطريق، دون أي انتباه لعاداتهم الخاطئة أثناء القيادة، من بينها التوقف الفجائي دون سابق إنذار ، تغيير المسارات أثناء الانعطاف وغيرها من العادات المتهورة التي قد تؤدي إلى حوادث ثقيلة، ناهيك عن السياقة تحت تأثير المخدرات أو الكحول، وكذا سوء الأحوال الجوية، في المقابل نجد كذلك الأخطاء التقنية المرافقة لإنشاء الطرق أو الأنفاق خلال مرحلة التخطيط والتصميم .
لقد باتت عدة أنفاق في طنجة تحمل لقب أنفاق الموت، لما شهدته من حوادث متوالية في مدد زمنية قصيرة، من بينها نفق طريق الرباط ورياض تطوان وبني مكادة، إذ ومع قدوم موسم الأمطار تزداد حدة تلك الحوادث، فيما يظل القاسم المشترك بينها متعلقا بالعيوب التقنية التي رافقت عملية إنجاز تلك الممرات، فمن المؤاخذات المسجلة على هذه المشاريع، تميز الأنفاق السالفة الذكر بالانحدار، ثم وجود منعرج يحجب الرؤية ويتسبب في فقد السائقين للتوازن، مما يؤدي إلى ارتطام العربات والسيارات بجدران النفق، إضافة إلى ضيق الممرات الجانبية للأنفاق، والتي تسمح بمرور سيارة واحدة لا يمكن تجاوزها إن تعطلت أو تعرضت لحادثة.
وأمام هذا الكم الهائل من الحوادث، تبقى مسألة البحث عن الحلول ضرورة حتمية لتقليص نسبتها بالمدينة حماية لأرواح المواطنين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي تزداد معه حوادث الإنزالاقات، ومن بين هذه الحلول المقترحة، وضع مخفضات السرعة قبل الوصول إلى النفق، وتغطية قارعة طريق بأسفلت خشن مقاوم للانزلاق، واستبدال الأغطية والزخارف المكلفة ماديا بأخرى لا تحتاج الكثير من الصيانة كصباغات«الأبوكسي» والحواف المطاطية مثل تلك التي توجد في حلبات سباق السيارات، أو وضع حواجز إسمنتية ثابتة بعلو لا يقل عن 40 سنتمترا لمنع السيارات من العبور من جهة لأخرى، على ألا يتجاوز علوها المتر وعشرين سنتمترا حتى لا تحجب الرؤية للحد من تأثير الحوادث عند وقوعها وحصرها في جانب واحد من النفق، ثم إزالة الأعمدة الكهربائية من وسط النفق والاستعاضة عنها بإضاءة جنبات النفق، ووضع إشارات التخفيف من السرعة قبل الوصل إلى النفق، على ألا تتعدى 30 مترا، وإمكانية تسييج جنباتها بالكامل، مع ترك فتحات عند معابر الطرقات وأبواب الجسور المعلقة لمنع العبور العشوائي للراجلين حفاظا على سلامتهم.