الصحراء المغربية.. والحقد الجزائري

أسماء النعيمي

في ظل الصراع القائم بين بلدنا والجارة الجزائر حول قضية الصحراء المغربية نرى جميعا كمية الحقد الذي يزرع بين أبناء الشعبين ويحرض على التفرقة المغاربية فمن جهة نجد فئة مهمة تمثل البلد الشقيق والتي لم تستطع لليوم تقبل حقيقة أن الصحراء مغربية الفئة التي تروج لها الحرب الإعلامية الجزائرية والتي تشنها على المغرب منذ سنوات بالرغم من كونهم يروا العالم أجمع أدرك أحقية مغربنا لهذه الأراضي التي تشكل جزء لا يتجزأ من التراب الوطني وجلّ دول العالم أقرت بذلك سواء لدوافع سياسية أو اقتصادية الخ ومن جهة اخرى أبناءً وطننا الذين يدافعون بحرقة عن هذه الأراضي المسلوبة ولا ننكر أن هناك من بين شبابنا من سقط في فخ العداوة التي مهدت لها جهات معينة وصار يتحدث بطرق مخلة للقيم المغربية.

ولن نغوص كثيرا فيما هو سياسي حول هذه القضية ولكن دعونا نصب انتباهنا حول الحقد الذي تغلغل بين الشعبين المتجاورين والعنصرية القائمة بينهما خصوصا فئة الشباب كما ذكرنا الجيل الذي تعول عليه كلا الدولتين لأجل تحقيق غد أفضل ولما لا العمل سويا كبلدان متجاورة لتقدم المغرب العربي وتحقيق الحلم الذي بات مستحيلا لإنشاء الاتحاد المغاربي ،
فهل ما يحدث من صراعات هو بمحظ الصدفة أم مخطط له من قبل ؟
أم جاء بدافع بروباغاندا اختارت بعناية فئتها المستهدفة ؟
أم هو نتيجة فقط للصراعات الطويلة التي طالت هذه القضية منذ التخلص من العدو الاستعماري ؟
أم أن للاستعمار يد في ما يجري ؟
وما دور الإعلام الدولي فيما يحدث وفيما نراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من سب وشتم وانتهاك للحقوق بين أبناء البلدين الشقيقين ؟

كيف يمكن لهؤلاء الشباب أن يتحدثوا بكمية حقد رهيبة تجاه بعضهم البعض مع أننا لو تعمقنا جليا سنجد أن أفرادا من عائلة أجدادهم أقرباء تفرقوا وكل منهم وجد نفسه في دولة مختلفة تتصارع حول مصيرهم ، هؤلاء الشباب الذين نجد غالبيتهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث حول تاريخ الصحراء ، ليستطيعوا تقييم الوضع كما يجب ؟

وكيف لهم أن يتبادلوا الاهانات فيما بينهم لهذه الدرجة (نتحدث هنا بالأخص عن الفئة التي تمثل الشباب المغربي) بما أننا جميعا تتبعنا خطابات صاحب الجلالة نصره الله حول القضية وفي كل مرة يثني على الشعب الجزائري الشقيق ويعمل جاهدا على ألا يقحمه في المشاكل السياسية المقامة بين الجارين منذ انتهاء الاستعمار إلا أنه على ما يبدو ومع كل توجيهات جلالته هناك من يعمل في الخفاء لاستغلال أبناء وطن المغرب العربي لتبخيس العلاقة التي جمعتهم لعقود من الزمن.

فبعدما كانت شعوب هذه الدول قبل سنوات نموذجا يحتذى به عالميا من حيث دعمهم ومساندتهم لبعضهم البعض وكانت بلدانهم بالأمس القريب تشكل أرضا واحدة خصبة ضد الأعداء أصبحنا الآن نشاهدهم مشتتين كل منهم يحاول أن يبرهن للآخر أنه الأقوى وبينهما من هو متشبث بفكرة التفرقة وكما ذكرنا سالفًا لا نتحدث هنا عن ما هو سياسي ولكن عن ما يحدث بين الشعوب الشقيقة فيما هو إنساني بحت ،حيث بني شرخ كبير هدم العلاقة بينهم وصار العالم يرى ما يحدث والعدو الحقيقي يشاهد يستمتع بصمت فما الذي أوصل شعوبنا المغاربية المتجاورة التي كانت تتمتع طيلة تاريخها بالقيم والأخلاق الرفيعة إلى هذا الانحطاط والكره الشديد ، والتصرف تجاه بعضهم البعض بالعنصرية..

العنصرية التي لطالما حرض عليها إعلام البلد الشقيق وكذا وسائل التواصل الاجتماعي التي وفرت مكانا لكل من يحمل الضغينة تجاه المغرب ليفرغ كل السم الذي بداخله من خلال خلق الفتنة بين الطرفين واستغلال الشباب بجره لمستنقعات التواصل البذيء واستفزازه لأجل التأثير على رأي الشعبين حول القضية التي حاربا لأجلها الأجداد ودفع غالبيتهم روحه ثمنا لها . هذه القضية التي بدت معالم حلها تظهر جليا لصالح مغربنا الحبيب لكن الذي لا يبشر بالخير هو ما ينطق في الخفاء والعلن بين أفراد الجارتين ،حيث أصبح من الضروري العمل على إصلاح العلاقات الإنسانية القائمة بينهما.

‎فكلنا مسؤولون، عن ذلك أفراداً ومؤسسات وبنى مجتمعية، إن لم نعمل، بأقصى الجهد وشتى السبل، لاجتثاث هذا الحقد من جذوره الرَّاسخة في الضمائر المُعتمة التي لا تعمل على إنارة فكرتها بالبحث حول الحقائق قبل الاقتناع بها ، ولأجل تحقيق سلام بين الشعبين على الجميع أن ينقل حقيقة القضية كما هي .

Loading...